قال سوارث مل: لا حرية لأعداء الحرية. هذه المقولة كثيرًا ما يرددها البعض. أدعوهم لنتعمق سويًا في خطاب سوارث مل، و نحاول معرفة من هم أعداء الحرية؟ بعد جمع كل صفات أعداء الحرية، من وجهه نظر سوارث نكتشف بأن كل من يؤيد رأيه يستحق الحرية و كل من يخالفه هو عدو للحرية و لا يستحقها. هذا استبداد و تعسف لمن يخالفه، و لو أن غيره عمل بنفس المنظور، لنظر لسوارث على أنه عدو للحرية، هنا من يملك القوة ملك الحرية. ثم ما نلبث أن نرى كل دكتاتور يتغنى بالحرية. لكن السياسيين أكثر ذكاءً فأوجدوا طريقًا آخر لممارسة قمعهم، و أسموه (الاستبداد التنويري).. ما هو الاستبداد التنويري؟! سيجيبوننا بأنهم سيستخدمون القوة لإخراج الناس من الظلمات إلى النور!! بالطبع، سيكون النور والتنوير هو رأيهم هم، ومن خالفهم من أهل الظلمات، ويباح لنا الاستبداد به، منع كتب ابن تيمية في بعض الدول لفساد فكرهِ مثالآ على ذلك، وهي فعلآ فساده لكني أرى نقدها لا منعها. ان ملكت القوة ومنعتها اليوم فسيمتلكها خصمك غدآ ويحجب رأيك، ولن ننتهي إلى يوم الدين.. هنا تكون الحرية تمثل أبشع صور الديكتاتورية. الحرية المطلقة هي قمعية وتعسفية. و كل الأنظمة التي تطالب بالحرية مارست من خلالها أبشع الاستبداد. هناك تعريف آخر للحرية، و هو: أن الحرية تمنح و لا تؤخذ. أي كل منا يمنحها للآخر. وهذا جيد أنا أميل للرأي اللذي يقول: (لا بد أن نتنازل عن حرياتنا لنكون أحرارًا) هذه هي الطريقة الصحيحة، التي من خلالها نحصل على أفضل نتيجة ممكنة و هي إنسان نصف حر، لأنه متى ما وجد حر بالكامل سيقابله عبدٌ لا حول له ولا قوة.. نصف حر، يقابله نصف عبد و النصف الثاني من أحدهم يمثل الآخر.. إذًا الحرية ترتكز على العدل والمساواة، و جوهرها مسؤولية. حرر في 10/6/2015
كاتبه/mohammed
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق