الأحد، 6 نوفمبر 2016

حضانة الطفل .. ومقايضة الأم

حضانة الأطفال قضية تصاعد ‏خَطْبُها وتفاقم ضررها
أتمنى أن تُثار القضية وتتحول لرأي عام لعل النظر يُعاد في الأحكام التعسفية بحق الطفل والأم وتَحِد من ظاهرة تعنيف الأطفال.

راجياً من الله مُساهمة مقالي في تحريك القضية.

‏إن الرأي الفقهي المعتمد لدينا للأسف ( إذا افترقا الزوجين فحضانة الطفل للأم حتى يبلغ سن معيِّن ثم يُخيِّر في العيش بين أمه وأبيه ) لكن تَخْيِير الطفل أو الطفلة لا يكون إلا بعد مقايضة الأم في التنازل عن حقها في الزواج! وان تزوجت يُنتزع منها الطفل عقب فِطامه.
هذا الرأي الفقهي يعارض العقل والمنطق والأدلة الشرعية وصحة الطفل النفسية والبدنية، كما سنثبت بعون الله.


أضرار حرمان الطفل من أمه:

أثبتت الدراسات العلمية_منتشرة على الشبكة العنكبوتيه مما أغنى عن سردها هنا_أن الحرمان العاطفي للطفل يترتب عليه الأضرار التاليه

_نموه العقلي والاجتماعي والنفسي والبدني.
_ عُقد نفسيه، انفصام، تبول لاإرادي، اضطراب في النوم، فقدان الثقة بالنفس، الأخيرة تتعرض الطفلة لها أكثر.

_نقص الإشباع العاطفي للطفل يؤثر سلباً على نموه المعرفي فيتحول إلى كائن عدائي خَطِر على المجتمع والأسرة.
_هناك علاقة بين الحرمان العاطفي والانحراف، حيث أن آلام نقص العاطفة تبقى قوة فاعلة تدفع نحو الانحراف.
_وجود علاقة بين الحرمان العاطفي وقيام الطفل بالسرقة.

_الطفل يرى أُمّه المخلوقة المعجزة القادرة على فعل المستحيلات من أجله وهذا سر تعلقه بأمه، ولا يمكن للطفل رؤية هذه القدرات في زوجة أبيه مهما كانت عطوفة.
_بعض دور الرعاية عيِّنت مشرف لكل طفل لتوفير الرعاية الفردية بدل مشرف لمجموعة أطفال فلم يُجدِ نفعاً في الحد من الاضطرابات السلوكية اللاحقة.
هذا يؤكد أن دور الأم لا يمكن تعويضه


تناقضات المحافظين:

تراقص المحافظون طرباً بالدراسات العلمية…ونشروها بغزارة، مستدلِّين بها على خطورة عمل المرأة على الطفل!
وهذا تزوير عكسي، لأن الدراسات تتحدث عن انفصال الأم عن الطفل_تتحدث عن جريمتهم_ وهم حرّفوها بتعمٌد إلى غياب الأم عن الطفل خلال ساعات العمل ! !
فيكونون، قد ضربوا امرأتين بتزوير واحد، حرموا المطلقة من حقها في الحضانة ، وحرموا غير المطلقة من حقها في العمل.

إن سألناهم: أتؤمنون بالدراسات العلمية وضرر الحرمان العاطفي؟
قالوا: نعم
إذن لماذا تنزعون الطفل من أمه ان تزوجت؟
قالوا: هذا شرع الله!

أحالوا سببية الضرر لشرع الله، فأساؤوا لشرع الله والطفل والأم


قاعدة دينية:

تحقيق مصلحة الإنسان هي الغاية التي جاء الإسلام لأجلها والنصوص الدينية وسيلة لتحقيق الغاية. فإن تعارضت النصوص مع المصلحة لظرف استثنائي: اتفق السلف والخلف على تنحية النص والمضي قُدماً في تحقيق الغاية. بل يجب شرعاً فعل ذلك. فحيثما تكون المصلحة يكون شرع الله.
إذن فحيثما تكون مصلحة الطفل يكون شرع الله.

كما إن دفع الأم للتنازل عن الزواج سعي للحيلولة دون اِنقضاء حاجات الإنسان الفطرية.


القراءة الذكورية للنص الديني:

إن القراءة الذكورية للنص معضلة المسلمين الأزلية في شتى المسائل المتعلقة بالمرأة. أما الأعراب فقد امتازوا بإسقاط ثقافتهم القبائلية على النص الديني فوق القراءة الذكورية.

لا يوجد دليل شرعي يقضي بسقوط حق الأم في الحضانة ان تزوجت، بل يوجد ما يؤكد أحقيتها.
علماً بإن أحضان الأم هي الأصل لموضع الطفل، والأصل لا يحتاج دليل لإثباته، إنما الدليل يلزم الاستثناء وهو تغيير موضع الطفل إلى حضن الأب
لكن محاكمنا القضائية_ وباتفاق مبرم مع المجتمع القبلي_ تطبق عكس الأدلة الشرعية وعكس مصلحة الطفل! تحت وطأة تأثير الثقافة القبائلية في اللاواعي على العين القارئة للنص الديني.

‏دليل الإخوة المحافظين على جواز مقايضة الأم ليس من القرآن ولا حتى البخاري ولا مسلم أيضا.
إنما في كتب أضعف من الصحيحان بحسب تصنيفهم هم لكتب الحديث!!
هنا تتجلى الانتقائية في النصوص متأثرة بالخلفية الثقافية الذكورية. وتختلف المؤثرات الأخرى بحسب الزمان والمكان .


إسقاط أدلة القائلين بسقوط حق الأم في الحضانة ان تزوجت وأدلة إثبات أحقيتها:

يستدلّون بالرواية الغير مذكورة في الصحيحين:
"أن امرأة قالت: يا رسول الله: ابني هذا كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني، وأراد أن ينتزعه عني! قال لها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"أنت أحق به ما لم تنكحي".

يُفهم من عبارة "وثديي له سقاء" أن طفلها مازال رضيع، فكيف يقول لها النبي أنتِ أحق به مالم تنكحي دون التطرق للرضاعة؟ أي إذا تزوجت يُنتزع طفلها الرضيع،
والأغرب فعل والد الطفل!

بالتأكيد لديهم تأويلات تبريرية للرواية
فأنا لست حديث عهد بالتأويل الترقيعي للروايات المخالفة للقرآن والعقل، لذلك سنجد تأويلهم خارجاً عن النص المكتوب، نقيض المعنى الحرفي للنص.


الحسن البصري يرى إن حق الحضانة للأم لا يسقط بزواجها.
نيل الاوطار (6/369)

إذا كان الحسن البصري الذي عاش في حِجر أم المؤمنين أم سلمة، وتلقى تعليمه على يد كبار الصحابة، لا يعلم بهذه الرواية المُبتزّة، فكيف عرف بها من جاءوا بعده ؟
واين البخاري ومسلم عن نقل هذه الرواية المهمه في حين نقلوا روايات أقل منها أهمية وبعضها لا أهمية لها بالمطلق.

قال ابن حزم في المحلى (10/323) مسألة: 2014 :( الأم أحق بحضانة الولد الصغير والأبنة الصغيرة سواء تزوجت أو لم تتزوج رحل الأب عن ذلك البلد أو لم يرحل)
وقال في ذات الصفحة: (فأما الأم فأنه في يدها لأنه في بطنها ثم في حجرها مدة الرضاع بنص قول الله عز وجل "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" فلا يجوز نقله أو نقلها عن موضع جعلهما الله فيه بغير نص، ولم يأت نص صحيح قط بأن الأم ان تزوجت يسقط حقها في الحضانة)

ابن حزم يؤكد بطلان ذلك الحديث وأن حضانة الأم لا تسقط ان تزوجت.

(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا…)
[سورة البقرة 233]
ذكر الحق تبارك وتعالى الرضاعة ثم الكسوة ثم "لا تضار والدة بولدها'
لا تضار والدة بولدها: أراها عبارة صريحة تُنصف الطفل والأم  معاً

(ْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ )
[سورة النساء 23]
هذه الآية إيضا تشير إلى حضانة الأم لأبنتها أو ابنها.
الربيبة:  أبنة الزوجة والخطاب لزوج أمها كونها تعيش في حجره.

معلومة أخيرة:
إن الرجل يُتقن التمظهر بحب أبناء زوجته كأبنائه، دون أن يشعر الأطفال بذلك.
أما المرأة _ بفطرتها _ تجد صعوبة في كبح مشاعرها والتظاهر بالمساواة في حب أبناء الزوج وأبنائها_ لا أعمم طبعاً.
والسلام

بقلم/ أخوكم محمد
حُرر بتاريخ / السادس من تشرين الثاني لعام2016

السبت، 29 أكتوبر 2016

‏إقصاء كل ما سوى المُتطرِّف .. في الخطاب السلفي

‏أُناشد أخواننا عقلاء السلفية بالعمل على تجديد الخطاب السلفي، لعل رحلة الفشل التي رافقت عُقلائهم عبر التاريخ .. تتوقف، وينجح المعاصرون في إيجاد موطئ قدم على المشهد السلفي.
قديماً فشل عقلاء السلفية في تجديد خطابهم الديني، لأن الحمقى والطائفيون والمتطرِّفون والأغبياء والسذج والمرضى والمنحرفون هم المسيطرين على الخطاب السلفي ( مع ومضات بين فترة وأخرى _ لا تكاد تُذكر )

كان الفقيه السلفي العاقل يُقصى تماماً بمجرد مخالفة هؤلاء المُكفراتية بفتوى فرع فرعية. وأحياناً يبلغ التطرف مداه حيث يُقذف بالفقيه العاقل خارج الفرقة الناجية وهو لم يخالفهم قدر إصبع!
وذلك بطرح سؤال معين_ تكون إجابته بنعم أو لا _ على ذلك الفقيه الذي سيُحكم عليه بالنار بعد قليل،
فإذا أجاب بنعم: فهو مبتدع كافر،
وإن أجاب بِلا: مبتدع وإلى جهنم!
وإن توقف وقال لا أعلم : مبتدع ضال!
أي أن كل الطرق تؤدي إلى جهنم، واللاطريق طريق لجهنم إيضا.
بعد عملية التصفية وتكفير الخصوم انقلب السحر على الساحر، كفّروا بعضهم بعضا لأن الجميع سمع هذا السؤال الماكر!
بل حتى الذي أغلق أذنيه، تم حجز تذكرة له ضمن سرب الطائرات المغادرة إلى جهنم، لأنه تذكّر السؤال بينه وبين نفسه وهرب كي لا يجيب.
كان التكفيرون يمجّدون الفقيه الإمّعه، المتطابق معهم، المُنقاد لآرائهم، لأنه سيتعاطى هروين التطرف بكل السهولة.
إذا أردت معرفة المشهد قديماً، فأن التاريخ لا يعيد نفسه لأن الغلو لم ينقطع حتى يعود، وسلسلة إرهاب الأغيار متصلة.
إن هجومهم الشرس يطفح بالأكاذيب على عقلائهم، فكيف بغيرهم، وسبب هذه الشراسة الحيوانية ليس لأنه اختلف معهم فقهياً، بل لأنه غير مُتطرّف.

من الأمثلة المعاصرة على ذلك:
هجومهم جماعات وأفرادي على د.عيسى الغيث، وهو من عقلاء السلفية. كنا نظن خلافهم فقهي كالعادة، فظهر لنا غير ذلك، كما سأوضح

هذه الغوغائية _وبحسب التصنيف السلفي _ضرب من ضروب الجهاد، ترافقه صيحات التكبير في اللاواعي، وفي الواعي، تحت تأثير المُغريات الآخروية للمجاهد.

ظهر الشيخ عيسى الغيث في أحدى القنوات، كشف كل أكاذيبهم، بل واتضح أنه متفق معهم في الرأي،
لكنه قال: بأنه لا يفرض رأيه على أحد، المتطرف انتعش بسماع هذه الكلمة كممسك على د. عيسى، لأن في دين المتطرفين يجب فرض الرأي الفقهي، ويسمونه الحكم الشرعي.
إذاً د. عيسى الغيث وافقهم في الرأي وخالفهم في أهم مادة دستورية تمتاز بها الهوية السلفية وهي: إقصاء المُغاير، المغاير هنا هو الغير إقصائي،

هذا لا يعني بأني أتفق مع د. عيسى الغيث في كل فتاواه، إنما أخالفه وأوافقه كغيره من الناس.

أعلن الدكتور عيسى الغيث في ذات البرنامج بالبراءة من إقصاء الآخر، قائلاً:
السعوديين أقل من 1% من المسلمين،
فهل يعقل أن 99% كفار وعلى ضلال؟!
طبعاً الغلاة يرون ذلك لكنهم يستخدمون التقيِّة، مُعتقدين بجوازها إذا كانت تخدم آرائهم، ويسمونها ديناً_أي آرائهم_بهذا هم يَجمَعون كل عيوبهم ونقائصم وانحرافاتهم وهوسهم وينسبونها لله_تعالى الله عما يفترون.

مثال آخر على أن معيار الإقصاء لدى الغلاة لا علاقة له بالخلاف الفقهي:
رأينا متطرفين اختلفوا فيما بينهم في أمور حول الصلاة والصيام للمسافر. أثناء السفر وبعد الوصول ومدة الإقامة لحين العودة.
مثلاً أحدهم يفتيك بأن رخصة الإفطار ثلاث إيام، والآخر يسمح لك بإفطار شهر رمضان كاملاً لذات المسألة.
قضايا الصلاة والصيام من الناحية الشرعية أهم بكثير من قيادة المرأة للسيارة، ومع ذلك لم يتم الهجوم على ذلك المتطرف الذي سمح بإفطار الشهر كامل.
طبعاً أنا ضد الهجوم عليه وأرى حرية الاجتهاد مكفولة للجميع، ربما أصاب وربما أخطأ، لكن تصوّروا لو أن ليبرالي أفتى بإفطار رمضان كامل للمسافر!
هذا يؤكد أنهم حين "يُعلنون الجهاد" على المختلف لا لأنه مختلف، بل لأنه غير متطرف.

أحد رموزهم : ظهر في الفضائيات بعد مقتل أسامة بن لادن.
وقال حرفياً : ( "الشيخ" أسامه بن لادن "رحمه الله" برئ من كثير مما نُسب إليه )
لاحظوا لغته الإعجابية بزعيم الإرهاب، رغم الاختلاف المفصلي في الآراء الفقهية بينهما.
مثلاً : ابن لادن يرى دولتنا كافرة وشعبنا كافرٌ بالجملة،
والمتطرف: لم أسمعه يكفر الدولة في "العلن"
عدم إقصاء ابن لادن، دليل في غاية الوضوح أن الهجوم على شخصٍ ما، مشروط بوجود التسامح عنده، خوفاً من انتشار وباء التسامح داخل مدرسة الغلاة.
إن الحب والتسامح ألد أعداء الخطاب السلفي المغالي،
ويستحيل ولادة خطاب معتدل دون حب وتسامح لبني الإنسان.
إن الخطاب الحالي المتطرف: نغلٌ يتغذى على الكراهية والأحقاد وبغض الآخر المختلف.
إنهم يتمتعون بعذابات الآخرين، أقصى أمنياتهم نزول الشر بالمخالف لهم عقدياً.

الغلاة اعلنوا النفير على الشيخ أحمد الغامدي وهو لم يأتي بحرف واحد من لدنه، كل ما قاله هو تكرار لقول آلاف الفقهاء عبر التاريخ الإسلامي.
فالسبب الرئسي لهجوم الكذبة عليه ليس لخلافه معهم بل لأنهم اكتشفوا أنه غير متطرف.
الغزوة الجهادية على الشيخ أحمد مختلفة عن باقي معاركهم الإقصائية.
لأن : 98% من السلف الصالح يقولون بقول الشيخ الغامدي، وأقل من 2% خالفوه، وإن بالغنا نقول أنهم قد يصلون إلى 2%.
هنا الغلاة الكذبة احتاجوا لحزمة من الأكاذيب كتجهيزات للغزوة الجديدة،
لكنهم وقعوا في شر أعمالهم، فلم تنطلي أكاذيبهم على أتباعهم كالمعتاد، فتكفّلت الجماهير بالرد، مدافعين عن الشيخ أحمد الغامدي،
لكن هذه الجماهير المُغفّلة سرعان ما نسوا وتناسوا وعادوا لتسليم رقابهم للكذبة.

هذا الإقصاء الممتد، والتطرف، والكراهية، والعداء، خلق تربة صالحة لاستنبات الإرهاب، وكل ذلك نتيجة الفكر الأحادي،
متى ما خرج العقل من الباب دخلت النظرة الاحادية مع الشبّاك.
التعددية واستيعاب المختلف يولدان من رحم العقل.

كلامي اعلاه لا يعني أن الطوائف الأخرى خالية من التطرف، فلا تخلو طائفة من المتطرفين ولا تخلو طائفة من العقلاء إيضا، إنما أهل مكة أدرى بشعابها.

كتبه أخاكم/محمد
بتاريخ 27 أكتوبر 2016
تويترma1404928@

الخميس، 27 أكتوبر 2016

الأدلة العقلية والنقلية في إباحة الاختلاط، وأضرار غيابه

إن معظم الناس اليوم  _ وبسبب عدم اطلاعهم وافتقارهم للمعرفة_ يظنون الاختلاطَ مسألة خلافية! وهذا غير صحيح بالمطلق ،فأن المذاهب الأربعة تجيزه وتقرٌه بالفتاوى الموثقة_ كما سنثبت ذلك.
أما التحريم فما هو إلا قول شاذ والرأي الشَّاذّ لا يعتد به ولا يعتبر خلافاً.
وحتى الذين قالوا بتحريم الاختلاط فأنهم يقصدون به الامتزاج أي إلتصاق اللحم باللحم ، وهذا لا يقول أحد بإباحته ، لكن بعض الدعاة سامحهم الله _ تقصدوا عمداً _ تحريف المعنى لتسخير النص لخدمة آرائهم.

قلت: العبرة بالدليل والبرهان وإن افتانا الناس وافتونا.

الاختلاط فِطرة الله التي فطر الناس عليها
ولا يفلح قومٌ ناهضوا فطرتهم ، إن إلتقاء الجنسين ضرورة حياتية مُلحّة وعنصر أساسي لأنسنة المجتمع _إلتقاؤهم في الأمكنة العامة وليس الخلوة أعني.
إن الله خلق الدنيا للذكر والأنثى ، لا تستقيم حياة أحدهم إلا بوجود الآخر معه ، كما أراد لنا الله وكما يجب أن نكون وكما كنا قبل ذلك.
من قرأ صفحات من التاريخ سيجد أن الاختلاط موجود منذ بُعث محمد عليه الصلاة والسلام إلى ظهور ما يسمى “بالصحوة” فجعلوها دنيا للذكر ودنيا للأنثى ، فبَحَثَ كِلَا الجنسين عن الآخر، وانشغلوا عن اللحاقِ بركب الحضارة.
يقول بعض الدعاة: كلامك صحيح حول وجود الاختلاط سابقاً ، لكن الناس الآن تعاني من جوع عاطفي رهيب فإذا أبحنا الاختلاط حدث مالا يُحمد عقباه،
العجيب أنهم هم الذين أوجدوا هذا الجوع حين عزلوا الجنسين أول مرة.
أي أنهم خلقوا المشكلة ثم جعلوها علّة للتحريم!
أقول لهم إطمأنوا فبمرور أسبوع على الاختلاط سيعتاد الناس ذلك ، أسألوا المبتعثين.

إن أجدادنا كانوا مختلطين ، ولا يفكر الرجل في الأنثى كأنثى إلا حين يرغبها شريكة حياته ، أما اليوم فبعض من الجنسين يبحث عن الجنس الآخر لأنه جنس آخر ، وإن لم يجد ارتد على أبناء جنسه!

إليكم "بعض" الإحصائيات الرسمية :

أضغط على العبارة الملونة تجد المصدر
بهذه العناوين تصدّرت صحفنا اليومية وغيرها الكثير.. وما ذاك إلا بسبب محاربتنا للفطرة بمحاربتنا للاختلاط _ وهذا لا يعني أن غياب الاختلاط هو السبب الوحيد لحدوث ذلك إنما هو من الأسباب الرئيسية.
ومما لا شك فيه أن مَن يستمتع جنسياً بمشاهدة إنسان يمارس الجنس مع القطط والحمير والكلاب قد طرقة الشذوذ.

أضيف : ان الشاب الوسيم يُنظر إليه بنظرة مختلفة لا تخفى على أحد ولا ينكرها أحد،
وهذا ما دفع بعض دعاة الدين لتغليف خطابهم بالشذوذ الجنسي في المخيمات الدعوية،
إنهم يعرفون ما الذي يجذب الشباب!

‏الدكتور الأمريكي سيمون جراي طبيب عمل في الدول الإسلامية فترة طويلة ثم آلف كتاباً بعنوان/ أسرار وراء الحجاب وذكر في ص94 عن مدرسة بنات في الرياض: إنها مكان يجد فيه الشذود الجنسي مرتعاً له في ظل غياب الجنس الآخر (الذكور)
ويذكر في ذات المصدر : إن العزل الشديد بين الجنسين يسبب الانحراف الجنسي.¹
البعض يخشى الاصطدام بهذه الحقائق فيتجه نحو إنكارِ وجودها،
وما يزيد الأمر سوء : أن الشذوذ بأنواعه يُحاصر بالكتمان من أفراد الأسرة،
خصوصاً زنا المحارم، مما يعني تمدد المرض تحت السطح ، ولا يمكن علاج داء دفين.

ذكر عبدالله القصيمي في كتاب/هذي هي الاغلال : أثبتت الدراسات العلمية أن المصنع المختلط يكون إنتاجه أكثر من المصنع ذو الجنس الواحد ، سواء ذكوري أو أنثوي ، ونسبة المتفوقين في المدارس المختلطة أكثر من أحادية الجنس.
إن المرأة لها مفعول السحر في بث النشاط والحيوية في المكان الذي تحل فيه.
هتلر أدرك حاجة الرجل للأنثى فأمر بإدخال المرأة في الجيش الألماني فازداد الجيش قوة²

إن اختلاط الجنسين يهذب النفس ويرفع مستوى التأدب ، الفصول الدراسية المختلطة تتسم بالهدوء والعقلانية أكثر من ذات الجنس الواحد،
الشاب الذي نشأ في بيئة مختلطة لا يتأثر برؤية الأنثى لأنه اعتاد على رؤيتها منذ الصغر
بعكس الذي لأول مرةٍ يرى أنثى، فأنه قد يلهث خلف رائحة عطرها، _لا أعمم_
والأنثى ليست بأفضل حالاً هي الأخرى، فقد ذهبت ضحية للعزل،
إنها قد تنهار بسماع كلمتين عاطفية بعكس تلك التي اختلطت منذ نعومة أظافرها._إيضاً لا أعمم_
إن المرأة في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين وعهد بني أمية كانت مختلطة بالرجال في كل شؤون الحياة ، في التعليم والعبادة والأسواق وأماكن العمل والزيارات في المنازل ،
في العهد العباسي حدث تراجع طفيف بسبب ظهور أهل الحديث كفرقة حاضرة على الساحة، فباتت المرأة تشارك الرجل في كل ما سبق ذكره باستثناء الزيارات ومجالس الترفيه ، وإذا جلست يكون بينهما ساتر ولا يُنزع الساتر إلا لحاجة.
يجدر بنا ذكر مقولة لأحدى النساء في ذلك العصر_ تحديداً في عصر هارون الرشيد_ قالت : عجباً لكم: إن المرأة إيام النبي لا تحتجب عن الرجال إلا لحاجة والآن لا تظهر لهم إلا لحاجة!
العصر العباسي الذي يعتبر أقل اختلاطاً ممن سبقه كانت المرأة فيه تنزل السوق وتشارك الرجل وتحب وتعشق وتتزوج.
أما في الأندلس فكانت المرأة تشارك الرجل في كل مشاق الحياة ، بل كانت متفردة بتعليم الاطفال القراءة الكتابة³
ننوه أن كتب الحديث مكتظة براوياتٌ نساء، وكثير من فقهاء السلف رحمهم الله تعلموا على يد نساء فاضلات، ليس في طفولتهم فحسب بل حتى في الكبر.
غاب الاختلاط فخفت الحب بين الزوجين ، والنتيجة الحتمية لذلك: كثرة الطلاق يصحبه انتشار العزوبية والعنوسه.
إن السعودية من أعلى دول العالم في حالات الطلاق_قد يقول القارئ : وتلك الدول التي تشاركنا في كثرة الطلاق شعوبها مختلطة.
أقول له: إن ظروفهم مختلفة ومفهومهم للزواج والطلاق مختلف ،فمثلاً : _وعلى سبيل المثال لا الحصر_ المرأة عند بعضهم يُسمح لها بالتعدد تتزوج رجلين بذات الوقت_
إن الإحصاءات الصادرة من المحاكم القضائية في السعودية لعام 1435 : لكل 3.4حالة زواج يقابلها حالة طلاق. وهذه نسبة تهدد المجتمع بشكل مباشر.
مع إن الدولة بذلت جهوداً مشكورة للحد من الطلاق كالدورات التوعوية قبل الزواج وغيرها.. لكن جهودها باءت بالفشل ، لأن سبب الطلاق هو غياب الحب ، وحضور الحب مرهون بحضور الاختلاط.
الأخوة في التيار الديني يقولون يأتي الحب بعد الزواج!!
أسألهم/وماذا لو لم يأتِ؟!
النتيجة الحتمية عندئذ: ستكون المؤسسة الزوجية مهددة بالانفصال وفي أفضل الأحوال مهترئةً مفككة.
إن غياب الحب سبب رئيسي لعزوف الشباب عن الزواج بالتالي زيادة العزوبية والعنوسه.
البعض يعزو عزوف الشباب عن الزواج للتكاليف الباهضة.
أقول له : إن الحب له قدرة فعّالة على تذويب كل المعوقات التي تحول بين وصال المحبين ، بالتالي ستنتهي مشكلة التكاليف الباهضة إيضا.
كان العرب في الجاهلية والإسلام يتفاخرون بقصص العشق، وقال النبي عليه السلام ( زوجوا المتحابات ) وقصص الحب معروفة بزمن النبي ولم ينكرها عليه الصلاة والسلام.
لا أريد الإطالة في الحديث عن الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية والأخلاقية وأرتفاع نسبة الفاحشة بسبب عزل الجنسين لأن جوهر مقالي عن الحكم الديني للاختلاط.


إسقاط أدلة محرّمي الاختلاط:

يستدل بعض المحرمون بـ (فسئلوهن من وراء حجاب )وهذا إجتزاء للآية.
فعندما نقرأ الآية كاملة نجد الخطاب مخصوص لنساء النبي (لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ)
وحتى المفسرين يقولون بمخصوصية الخطاب والحكم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)
[سورة اﻷحزاب 53]

والبعض يستشهد بآية (وقرن في بيوتكن) وهذه إيضاً كسابقتها
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
[سورة اﻷحزاب32 _33]
نجد الخطاب مخصوص لأمهات المؤمنين(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)
وإيضاً مشروط بعدم التبرج ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)
فلا يصح الاستدلال بها على تحريم الاختلاط،
رغم وضوح مخصوصية الآية إلا أننا ننوه إلى أن المفسرين إيضاً يوافقوننا هنا.

بعضهم يستشهد بآية غض البصر، وهذا دليل عليهم لا لهم،
فإن لم يكن هناك اختلاط فمما نغض البصر؟!
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…)
[سورة النور30_ 31]


وإليكم الأدلة القرآنية التي لا تدع مجال للشك بنظري في إباحة الاختلاط:

‏كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) 
[سورة آل عمران 37]
زكريا يتردد على مريم ويسألها عن الرزق، فلو كان الاختلاط محرّماً لأنكره الله عليهما،
علماً أن زكريا ليس بمحرم لمريم فهو زوج خالتها كما قال القرطبي.

(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ)
[سورة النمل 32]
ملكة سبأ تختلط بالرجال وتستشيرهم في الأمر، ولم ينكر الله ذلك في القرآن.

(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)(فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
[سورة القصص23_24_ 25]
النبي موسى عليه السلام يسأل الفتيات سؤال استنكاري ما خطبكما؟!
فلو كان ابتعادهم عن البئر بسبب الاختلاط لعرف موسى ذلك دون أن يسأل،
وهذا دليل أن وقوف الفتاتين بعيداً كان بسبب ضعفهما وليس بسبب الاختلاط، وعودة الفتاة مرسولة من أبيها حاملة رسالة لموسى(قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ)
ومرافقة موسى معهن إلى بيت أبيهما، كل هذا اختلاط واضح.

ومن قال إن هذه قصصٌ قبل الإسلام ولا شأن لنا بهم
أقول له: إن القرآن لم يذكرها عبث،
وقد أمرنا الله بأتباع الإنبياء (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهَْ)
[سورة اﻷنعام 90]
علماً أن نصف كتب الفقه تستدل بالأنبياء السابقين فلما رفض الاستدلال بها في حكم الاختلاط والقبول بها في غيره ؟!

‏ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء
[سورة البقرة 282]
شهادة المرأة على المتعاملين يلزم منه اختلاطها بالبائع والمشتري والدائن والمدين في الأسواق قبل تسجيل شهادتها واختلاطها بهم أثناء الإدلاء بالشهادة ، إذ كيف تشهد وهي حبيسة منزلها؟!

(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
[سورة البقرة 235]
رجل شاهد امرأة أثناء الاختلاط فأحبها، فالله يقول له لا جناح عليك أن تواعدها سراً بشرط أن تقول لها قولاً معروفا.
وهذا ما يقول به كل المفسرين.


ومن المرويات الحديثية التي تثبت الاختلاط بزمن النبي:

رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعاً . رواه البخاري ( 190 ) .
وقد رواه أبو داود ( 80 ) وابن ماجه ( 381 ) – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – بلفظ ” كُنَّا نَتَوَضَّأُ نَحْنُ وَالنِّسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ نُدْلِي فِيهِ أَيْدِيَنَا ” .
ولفظ أبي خزيمة: أن الصحابي شاهد الرجال والنساء يتوضؤن من إناء واحد.
بعض أهل الحديث القدامى قالوا بما معناه :أن المعنى واضح :يتوضئُون جميعاً مختلطين.
وبعض المعاصرين من رجال الدين قالوا: المقصود أن كل رجل وزوجته يتوضئُون من إناء واحد بمفردهم في منزلهم!!
وهذا مجرد تطويع للنص ليس إلا ، ولا يستحق أن نقف عنده.
ولا أظن أن هناك من يقول : هذا كان قبل نزول “الحجاب ” _مع التحفظ لمعنى الحجاب_ لكن لو كان كذلك لأكمل الراوي: ثم مُنعوا من ذلك.

” بَابُ تَسْلِيمِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ “

َدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: «كُنَّا نَفْرَحُ يَوْمَ الجُمُعَةِ» قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: ” كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ، تُرْسِلُ إِلَى بُضَاعَةَ – قَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ: نَخْلٍ بِالْمَدِينَةِ – فَتَأْخُذُ مِنْ أُصُولِ السِّلْقِ، فَتَطْرَحُهُ فِي قِدْرٍ، وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَإِذَا صَلَّيْنَا الجُمُعَةَ انْصَرَفْنَا، وَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَتُقَدِّمُهُ إِلَيْنَا، فَنَفْرَحُ مِنْ أَجْلِهِ، وَمَا كُنَّا نَقِيلُ وَلاَ نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ ” (رواه البخاري)
هذه امراة تستضيف الصحابة وتقدم لهم الطعام. وفي قصة أخرى يبيتون عندها.

” باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس “

[حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل قال لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور من حجارة من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته تتحفه بذلك.]
رواه البخاري 
امرأة تخدم ضيوف زوجها وتُقدم إليهم الطعام بنفسها، قطعاً ذلك يلزم اختلاطها بهم.
“باب عيادة النساء الرجال”
[حدثنا قتيبة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما قالت فدخلت عليهما قلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك ]
كل من قرأ هذا النص سيفهم منه الاختلاط، إلا من قرأة ليؤكد قناعاته السابقة!
حديث (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغِـيبة إلا ومعه رجل أو رجلان ) رواه مسلم
حديث يؤكد وجود الاختلاط تلك الفترة وينهى عن الخلوة.


موقف المذاهب من الاختلاط:

المذهب الحنفي والظاهري لا يشترطون الذكورية في تولي منصب القضاء (باستثناء الحدود) 
وبما أن المرأة قاضية فحتماً ستخالط الرجال. إذ كيف تسمع من المتخاصمين وتحكم بينهما دون الاختلاط بهم؟!
ذكره الإمام الكاساني :ت 587ه بدائع الصنائع (4/7)
‏كمال الدين الحنفي: ت 681ه
فتح القدير 5/454
أبي القاسم السمناني: ت 499ه
روضة القضاه وطريق النجاه(1/53)
ابن حزم المحلى 8/528 مسألة : 1805
وقال ابن حزم في المسألة التي تسبقها ؛ رقم 1804:
( وجائز أن تلي المرأة الحكم – وهو قول أبو حنيفة – وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى الشّفاء قومة السوق )
ويستثنى ابن حزم الخلافة العامة من أمور الحكم.
تولِّي المرأة لأمور المسلمين حتماً يلزم منه اختلاطها بهم،
وتعيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشّفاء بنت عبدالله حسبة السوق قطعاً يلزم من ذلك اختلاطها

الحنابلة:

أجاز الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وعامة أصحابة أن تؤم المرأة المسلمين في صلاة النافلة ، وهذا يلزم منه الاختلاط دون شك.
الانصاف (2/264)

المالكية:

أجاز الإمام مالك أن تأكل المرأة مع غير محارمها وهذا أكثر اختلاطاً من الاختلاط في مستشفياتنا اليوم.
[ سئل مالك هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها أو مع غلامها فقال مالك ليس بذلك بأس. إذا كان ذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال قال وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله أو مع أخيها على مثل ذلك ويكره للمرأة أن تخلو مع الرجل ليس بينه وبينها حرمة ]
موطأ مالك -كتاب الجامع -باب ما جاء في الطعام والشراب

فضيلة الشيخ ابن باز رحمه سُئل: ما حكم جلوس الأخوان مع نسائهم والجميع في مجلس واحد؟
فأجاب لا بأس بأن يجلس الرجال والنساء جميعاً في مجلس واحد مع التستر.
الشيخ ابن باز رحمه الله يجيز الاختلاط هنا، والفتوى موجودة بموقعه الرسمي.

سئل ابن باز رحمه الله:
‏امرأة تحب عمل الخير ومؤمنة، وصائمة ومصلية، وحاجة إلى بيت الله الحرام، وقلبها لله -عز وجل-، وتحسن إلى الناس، ولكنها تستقبل الضيوف الرجال أثناء غياب الزوج، وتقوم بواجبهم على أكمل وجه، ولكن بقلب سليم ونية صافية، فهل هذا حرام؟ وهل يؤثر هذا على عملها، وعلى صلاتها، وصيامها؟


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا العمل الذي ذكرته السائلة فيه تفصيل، فإن كانت المستقبلة للضيوف مستورة ومتحجبة وبعيدة عن أسباب الفتنة، ولا تخلو بأحد من الرجال فلا حرج عليها، أما إذا كان يتضمن ذلك خلوة بأحد من الرجال أو إبداء شيء من الزينة وأسباب الفتنة فهذا لا يجوز، لأن الأحكام تدور مع العلل، والمرأة مأمورة بالحجاب والتستر والبعد عن أسباب الفتنة، ومنهية عن الخلوة بالرجل الأجنبي، فإذا كان استقبال الضيوف على وجه لا يقدح في دينها ولا يضر دينها، لا خلوة ولا تكشف، فلا بأس في ذلك.

هذه فتوى أخرى للشيخ ابن باز يؤكد إباحة الاختلاط، ويُجيز للمرأة استقبال الضيوف الرجال إثناء غياب زوجها، وتقوم على خدمتهم وتجالسهم.
الفتوى بموقعه الرسمي هنا

قد يقول البعض الاختلاط هنا مباح كما سُئل ابن باز ولكن في المستشفيات والأماكن العامة يحرم لما فيه من التبرج 
أقول له : إن هذه ضوابط شرعية للاختلاط كالتبرج 
والخضوع في القول وستر العورة وغيره.
أي أنها عوارض ويتغير الحكم بحسب العارض
بمعنى أن النهي يكون بسبب التبرج لا بسبب الاختلاط
أختم قولي بعد الدعاء لكم..بأني لم أذكر إلا 10% فقط من أدلة إباحة الاختلاط والمقال لا يتسع لذكرها جميعاً.

ختاماً أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وقبول العمل

كتبه/ أخوكم محمد بتاريخ 12 أكتوبر 2016
وتم نشره بصحيفة أنحاء بتاريخ كتابته
أضغط هنا

تويتر ma1404928@
__________________________
(¹)أسرار وراء الحجاب للدكتور سيمون جراي
(²)مهزلة العقل البشري لعلي الوردي
(³)ذكرها عمرو خالد في قصة الأندلس حلقة7_ بلاط الشهداء ومراجع كثيرة جداً تثبت ذلك

الخميس، 6 أكتوبر 2016

زواج القاصرات .. مهزلةُ آن لها أن تتوقف

إن أكثر الفقهاء يأكدون إباحة زواج القاصرات.حتى إن أحدهم خرج على الفضائيات وصرّح بصحة زواج رضيعة عمرها عام واحد! شاهد هنا
علماً بأن كثرتهم ليست بمقياس ..فبما أنهم مُنطلقين من تقديم النقل على العقل فحتماً ستكون النتيجة واحدة.

إن الزواج له غايتان: النسل والمضاجعة، وكلاهما لا يتحقق بزواج الطفلة.
وهذا الدليل وحده يفل كل حجج المجوزون.

قال الفقهاء بأن موافقة المرأة شرطٌ لإتمام الزواج ، لكن هذا الشرط يسقط عن الطفلة ويجوز تزويجها بالإكراه!
الأولى مصنفة في الولاية الاختيارية _ لأن المولى عليه وهي المرأة يحق لها أن تختار.
الثانية صنفوها في الولاية الإجبارية_لأن المولى عليه وهي الطفلة لا يحق لها الاختيار ، تُجبر على الزواج وإن رفضت،
وهنا وقع اللبس
فأن ولاية الإجبار لا تثبت إلا إذا كان المولى عليه يحتاج إليها
فهل الطفلة تحتاج الزواج؟!
علماً بأن ولاية الإجبار تكون على المختلين عقلياً فقط،
ورجال الدين عطفوا الطفل على المجنون! ، وليس الطفل كالمجنون.
إن جميع العقود التي يُوقعُها الطفل ساقطة ولا تصح ، الطفل غير مسؤول عن نفسه فكيف يُبرِمُ عقوداً؟!
وعقد الزواج تحديداً؛ يترتب عليه التزامات تمتد بقية العمر.
إن الله حكم للمرأة بحق اختيار زوجها، فهل حكم ولي أمرها ينسخ حكم الله؟!!!
وأعني هنا بأن الولي عندما يزوجها قسراً، يكون قطع الطريق على تطبيق شرع الله المتضمن شرط موافقتها.

وقد أثبت الطب مدى حاجة الطفل لأمه وأبيه، والآثار السلبية المترتبة على الطفل في حال الحرمان منهما،
وهذا يتناقض مع مقاصد الشريعة العليا.
تخيلوا طفلة عمرها ثلاث سنوات تغادر بيت أهلها إلى بيت زوجها!
ولا أظن أنها ذاهبة مع رجل سوي،
فالإنسان الطبيعي لا يفكر أبداً في نكاح طفلة!

الدليل على تحريم زواج القاصرات:
(وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ۚ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا)
[سورة النساء 6]
حتى إذا بلغوا النكاح_أي بلغوا سن يكونوا فيه صالحين للزواج، فهل الطفلة ذو العام الواحد بلغت ذلك السن؟ وقطعاً الرشد من شروط الصلاح للزواج، 
وما يؤكد ذلك أن الله ذكر بعدها /فإن آنستم منهم رشدا
وذكر بعدها دفع المال ، فإذا كان الرشد شرط لدفع المال ، فأن الزواج أهم بكثير من المال ، واعلموا أن الله لم يذكر بلوغ النكاح ثم الرشد عبث، سبحانه جل في علاه.
بالتالي الرشد شرط الزواج حتى وإن حاضت الفتاة.
فكيف بهؤلاء الذين أباحوا زواج الطفلة قبل الحيض وقبل الرشد!!

إسقاط أدلة المحرمين:
إن أكثر الفقهاء يتفقون معنا بأن لا وجود لدليل من القرآن على إباحة زواج القاصرات ويعتمدون رواية زواج النبي من طفلة!
ولو اكتفوا بالقرآن كمصدر للتشريع في المسائل الكبيرة على الأقل، لما وقعوا في كل هذا اللغط.
وقد أكرمنا الله بالذب عن نبينا وكشف البهتان عليه
في هذه التغريدات

أضغط هنا

ونسختها في هذا المقال

أضغط هنا

وهناك فقهاء حرموا زواج القاصرات
منهم ابن شبرمة ونقل عنه ابن حزم في كتاب المحلى/ باب النكاح :.بعد أن سرد الأقوال قال/
وَفِي بَعْضِ مَا ذَكَرْنا خِلَافٌ : قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : لَا يَجُوزُ إنْكَاحُ الْأَبِ ابْنَتَهُ الصَّغِيرَةَ إلَّا حَتَّى تَبْلُغَ وَتَأْذَنَ ، وَرَأَى أَمْرَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها خُصُوصًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، كَالْمَوْهُوبَةِ ، وَنِكَاحُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ .
وهناك قلة قليلة من رجال الدين يستأنسون بأية (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)
[سورة الطلاق 4]
ويعتبرون المقصود بـ(واللائي لم يحضن) الطفلة فيكون زواج القاصرات مباح!
الرد وبكل بساطة إن الآية تتحدث عن عدة النساء المطلقات_النساء وليس الأطفال
1المطلقة اليائسة من المحيض
2المطلقة التي لم تحض
3المطلقة الحامل
الله قال التي لم تحض ولم يقل الطفلة_ولو كان كذلك لقال الطفلة_
بدليل أنه قال (نساؤكم) في بداية الآية
وما بعدها معطوف عليها
والطفلة ليست من النساء،
إنما هناك نساء تتأخر عليهن الدورة الشهرية لأسباب صحية وهذا معروف ،
بالتالي هن النساء اللاتي لم يحضن
وليس الأطفال.
أصلاً بالعقل كيف يتزوج طفلة عمرها عام ثم يطلقها ولها عدة ثلاث أشهر وهو لم يضاجعها!

يجدر الإشارة إلى أن المعتزلة قديما حرموا زواج القاصرات يتمثل رأيهم فى الفقيه العالم أبو بكر الأصم المعتزلي ت279.

إن زواج القاصرات موجود ومنتشر
وكل يوم نسمع بطفلة في المرحلة الإبتدائية قد تزوجت،
وحتى لو حاضت تلك الطفلة فأن الشرط الآخر لم يكتمل وهو الرشد.
وسبب انتشار ظاهرة زواج القاصرات يكمن في والد الفتاة إذ لا يقوى على مخالفة القاعدة التي يؤمن بها وهيَ_ إذا جاؤكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
ولا شك أن القاعدة صحيحة، لكنهم اسقطوها على الاطفال، وهنا الخطأ.
وعلى المستوى الشخصي أعرف إمام مسجد زوج ابنته وعمرها12عام بسبب تلك القاعدة.

الجدير بالذكر: إن محاكمنا القضائية تسمح بزواج القاصرات ..في حين تطارد الأمهات الراشدات وتفسخ عقد زواجهن بحجة تكافؤ النسب!!
مهزلة..أدخلتنا التاريخ من أوسع أبوابه.

كتبه أخوكم وتلميذكم/ محمد
في السادس من تشرين الأول في العام السادس عشر بعد الألفين
@ma1404928تويتر